Admin Admin
عدد المساهمات : 2078 تاريخ التسجيل : 25/05/2009 العمر : 38 الموقع : https://makram.hooxs.com
| موضوع: العولمة مرة أخرى28-04-07 الخميس أغسطس 27, 2009 5:45 am | |
|
العولمة مرة أخرى
ومناقشة تأثيراتها
نتابع ما ذكرناه فى المقال السابق فنقول:
* من أهم عناصر العولمة: الحضارة وإنتقالها من بلد إلى بلد:
وكلمة الحضارة واسعة جداً فى معناها, فهى تشمل الثقافة والرقى وسائر القيم والعادات السائدة.
أما عن الثقافة, فلا ننسى مطلقاً فضل العولمة فى نشر العلم والمعرفة, مع الوضع فى الأعتبار بعض أنواع المعرفة المبنية على الشك كالفلسفات الملحدة وكالأفكار الإقتصادية التى تميل إلى الشيوعية أو الى التطرف بوجه عام.
أما من جهة العادات والطباع والقيم, وأمثال ذلك مما يسمونه فى الغرب Culture, فإن فيه اختلافاً كثيراً بيننا وبينهم. ونحن نلاحظ أن الذين يقيمون فترة طويلة فى بلاد الغرب متغربين عن أوطانهم, يعودون بشخصيات وعادات مختلفة عما كان لهم من قبل, بل حتى لكنة ولهجة صوتهم تتغير, وكذلك طريقة تفكيرهم أيضاً...
***
* كذلك للعولمة تأثيرها من جهة المجتمع والأسرة والمرأة:
* وهنا نسأل ماذا يكون وضع المرأة الشرقية فى ظل العولمة, حيث وصلت المرأة فى بعض بلاد الغرب إلى منصب رئيس الوزراء, وتنافس على منصب رئيس الدولة أيضاً. ونحن نشكر الله أن بلادنا مصر قد أفسحت المجال السياسي والإداري والإجتماعى أمام المرأة. فيوجد لدينا أكثر من وزيرة, وكذلك وكيلة مجلس الشعب إمرأة. وعدد كبير من النساء فى رتبة وكيل وزارة, ورتبة مدير عام. كما تم تعيين ثلاثين إمرأة فى القضاء... ولكن هل ستقبل بلاد الشرق العربي أن تصل المرأة إلى هذا المستوى أو أكثر؟ بينما فى بعض البلدان العربية تجاهد النساء لكى يكون لهن مجرد حق الأنتخاب فى بعض المجالس!
* ثم فى ظل انتشار العولمة ستعود مناقشة موضوع الحجاب والنقاب بالنسبة إلى المرأة. وكذلك ربما تظهر مشكلة الزواج المشترك ما بين طرفين مختلفين فى المذهب.
* تدخل مشكلة أخرى فى محيط الأسرة وهى مدى أحترام وطاعة الوالدين والكبار عموماً. فنحن فى الشرق نوقّر الكبار غاية التوقير, ونطلب رضى وبركة الوالدين, بينما فى الغرب توجد الأستقلالية فى الشخصية كلما وصل السن إلى مرحلة الشباب, ولا يجد الأبوان الفرصة الكافية لتأديب أبنائهم. ويمكن للأبن أن يطلب تدخل الشرطة رسمياً للحد من سلطان أبيه أو تدخله فى شئونه الخاصة...!
***
وعلى الرغم من إعترافنا بفضل العولمة فى إنتشار العلوم ورقيها, إلا إننا نجد بعض نواحى العلم- وبخاصة فى موضوع الأنجاب- قد سارت فى تيار لا يتفق كثيراً مع قيمنا ومع بعض مبادئنا الدينية:
* من ذلك وجود بنوك البويضات المخصبة...حيث يمكن للمرأة أن تختار النوع الذى تريد أن يُولد به ابن لها: من جهة طوله أو لون بشرته أو لون شعره أو درجة ذكائه. وتختار البويضة المخصبة التى تناسب طلبها, بغض النظر عن كيف أخصبت, وما شرعية ذلك, ومامدى تحكم علماء تلك البنوك فى الجينات البشرية وتوفيقها بأسلوب خاص لتأتى بالنتيجة المطلوبة...
* يضاف إلى هذا التطور الواسع فى موضوع الأستنساخ, الذى بدأ بتطبيقه على الحيوانات, ثم تطور إلى مجال البشر أيضاً. نحن لا نقف ضد العلم, ولكن من المفروض أيضاً أن تكون للعلم حدود لا يتعداها إلى الدخول فى المشيئة الإلهية!
نحن لا ندعى اطلاقاً بتدخل العلماء فى القدرة على الخلق, وهم لا يدّعون ذلك, لأن الخلق هو الإيجاد من العدم, وهذا خارج نطاق العلم, ولكن تصرفهم فى الخليقة حسب هواهم أو فكرهم الخاص هو موضوع من المفروض أن تكون له ضوابط وحدود.
* نقطة أخرى وهى استئجار الأرحام, حيث يمكن نقل بويضة لأم معينة إلى رحم إمرأة أخرى. ثم يُولد طفل له أم طبيعية وأم استئجروها ليولد منها!! وإلى أيهما ينتسب؟!
***
العولمة أيضاً لها تأثيرها فى محيط التجارة والصناعة:
إذ توجد بلاد يمكن أن تقدم صناعات بسعر أقل, وتسوّقها فى بلاد أخرى, فتؤثر على ميزانها الإقتصادى, وعلى صناعتها المحلية, وبالتالى على وضع العمالة فيها. وربما هذا الأمر يوجد جواً من التنافس فى مجال الأنتاج ووفرته وجودته وسعره. ولكن ليست كل الدول تقدر على مثل هذا التنافس..
وكمثال واضح اختبرناه فى مصر, انتشار الصناعة الصينية فى نواح متعددة, وبأسعار أقل من السوق. بل عن طريق العولمة انتشرت صناعاتها أيضاً فى بلاد أخرى غرباً وشرقاً
***
لا ننسى أيضاً تأثير العولمة على اللغة
ويظهر هذا واضحاً فى كثير من العلوم. فنحن نستعمل العديد من الألفاظ اليونانية, مثل كلمات: فلسفة, جغرافيا, جيولوجيا, استراتيجية, تليفون, تلغراف تكنولوجيا. ونستخدم أيضاً عبارات فى الطب والدواء ليست عربية مثل الكوليسترول, والفيتامينات. وعموماً فإن تعريب الطب غير ممكن من جهة, وضار من جهة أخرى, إذ يوقف الصلة بالبحوث العلمية, والمؤتمرات العلمية, والمجلات والكتب التى عن الطب والصيدلة. وغالبيتها بلغات أجنبية.
إننا تعودنا أن نستخدم عبارات ليست عربية, مثل درجة الماجستير وهى كلمة لاتينية, ومثل كلمة (مايسترو)عن معلم الموسيقى, وهى كلمة إيطالية, ومثل كلمة كيمياء وهى هيروغليفية الأصل أو قبطية. بل أن كلمة (لغة) نفسها ليست عربية, وإنما أصلها يونانى.
أما فى العربية فنستخدم عبارة (لساناً عربياً فصيحاً). ومن أقدم وأشهر القواميس فى العربية كتاب لسان العرب لابن منظور وليس لغة العرب
***
ختاماً, لا خوف من العولمة على ثوابتنا العقيدية, فهى أعمق من العولمة, أما الحضارة والثقافة فهى ملك الجميع.
| |
|