الثلاث سنوات الاولى من عمر الطفل

الثلاث سنوات الأولى من عمرالطفل هي الأخطر

إعداد: نادية شمسان
يصرخ الطفل عند ولادته بفرح وذلك عندما يرى وجه أمه فجأة، هذا المشهد الذي يبدو بسيطاً ومتكرراً يحصل فيه شيء مثير للغاية.. حيث أن آلاف الخلايا في دماغ الطفل النامي تستجيب خلال ثوان قليلة بعض هذه الخلايا يصبح موصولاً بالتيار الكهربائي في حين تستوي بعض الوصلات العاملة فيما بين خلايا الدماغ وتتشابك خلايا جديدة.
مع تكاثر الوصلات الدماغية بسرعة هائلة خلال السنوات الثلاث الأولى من حياة الأطفال يكتشفون أشياء جديدة في كل لحظة من لحظات يقظتهم .ويحتوي الدماغ عند ولادة الطفل على حوالي «100» بليون خلية دماغية ومعظم هذه الخلايا لايتصل بعضها ببعض وليس بمقدورها أن تعمل بمفردها ويجب أن ينتظم عملها في شبكات تتطلب ملايين الملايين من الوصلات.. أو نقاط التلاقي العصبي فيما بينها وهذه الوصلات هي من معجزات الجسم البشري وتعتمد جزئياً على الجينات وجزئياً على الأحداث في الحياة المبكرة وتمثل الرعاية والتنشئة المبكرتين من أهم التجارب التي يمر بها الطفل والتي تؤثر على كيفية نمو دماغه.

أهمية الـ 3 سنوات الأولى من حياة الطفل
حيث تشكل السنوات الأولى من عمر الطفل الفترة الحرجة التي يتطور بها دماغه، فهي أهم فترة في حياته إذ يتعلم فيها الطفل الكلام والاحساس والمشي والتفاعل مع محيطه.
وتعتبر الثلاث السنوات الأولى من عمر الأطفال من أصعب المراحل وأخطرها في حياتهم إذ تتحدد شخصيتهم من خلال هذه المرحلة لأن معظم التطور في الدماغ يحصل قبل بلوغ الطفل السنة الثالثة من العمر إذ تتكاثر خلايا الدماغ لدى الأطفال حديثي الولادة وتنقسم نقاط الاقتران العصبي وتتكون أنماط الحياة فيطور الأطفال في فترة قصيرة تمتد إلى «36» شهراً فقط 80% من دماغهم مثل : قدرتهم على التفكير والتكلم والتعلم وتحكيم العقل، ويضعون الأساس لقيمهم وسلوكهم الاجتماعي عندبلوغهم مرحلة النضج أو البلوغ.
وتؤثر التجارب والتفاعلات مع الآباء وأفراد العائلة وغيرهم من البالغين تأثيراً كثيراً خلال السنوات الثلاث الأولى للطفل حيث يتطور بها الدماغ خلال هذه المرحلة كما تلعب عوامل البيئة والتغذية الكافية والصحة الجيدة والمياه النظيفة دوراً أساسياً في نمو الطفل النمو السليم والصحي حيث تشكل هذه المرحلة نجاح الطفل لاحقا في مدرسته والشخصية التي سيتمتع بها في مرحلة المراهقة والرشد.

الرعاية في مرحلة الرضاعة
إن العناية الدافئة وسرعة الاستجابة في فترة الرضاعة تمثل وظيفة وقائية تحضن الرضيع إلى حد ما من آثار الضغط الذي يواجهه في وقت متأخر من الحياة فعندما نحمل الرضيع ونلمسه بطريقة تهدئ من روعه فإن صحته تميل إلى التحسن والنمو..
كما أن الرعاية السيئة للطفل خلال هذه المرحلة تؤثر سلباً عليه فعندما لايحصل الأطفال على الرعاية التي يحتاجونها خلال الأوقات التي يبلغ فيها التطور قوته أو التعرض للجوع الشديد أو سوء المعاملة أو الاهمال قد يتعرض تطور دماغهم للاختلال إذ أن الكثير من الأطفال الذين يعيشون حالات صعبة أو عنف منزلي أو خلافات أسرية حادة أوضغوط استثنائية أوتوترات نفسية لاسبيل إلى حلها ويعانون من ظروف منهكة لايتهيج لديهم إلا قليل من نقاط الاشتباك العصبي في حين تتعطل عن العمل الأجزاء الأخرى من الدماغ، فمن هذه الأعمار الصغيرة تتعرقل عجلة تطور الدماغ ويمكن أن تمد آثاره على مدى الحياة..

«دور التنشئة السليمة»
تعتبر نوع العناية المبكرة التي يحصل عليها الطفل في سنواته الأولى مع أبويه ومن المعلمين والمعلمات في الروضةومن مقدمي الرعاية إجمالاً هي التي تحدد سلوك الطفل مستقبلاً حيث أن جميع العناصر الرئيسية للذكاء العاطفي التي تحدد كيفية تعلم الطفل في المدرسة وفي الحياة بصفة عامة بما في ذلك الثقة وحب الاستطلاع والذكاء والانضباط الذاتي والربط المنطقي بين الأشياء والمقدرة على التخاطب والتعاون كل هذه السلوكيات الايجابية هي ناتج عن التنشئة السليمة في المراحل الأولى من سنوات عمر الطفل.

علاقة التربية السليمة بالمستوى المعيشي للطفل
كما أن التربية السليمة للطفل في بداية حياته تحدد الدور الاقتصادي في المستقبل، وهناك حجج اقتصادية رائعة كالانتاجية المتزايدة على مدى الحياة والمستوى المعيشي الأفضل عندما يصبح الطفل بالغاً.. والوفورات اللاحقة في تكاليف التعليم الاستدراكي وخدمات الرعاية الصحية وإعادة التأهيل والأجور الأعلى التي سيتقاضاها الآباء والأمهات والقائمون على الرعاية بعد أن يصبحوا أكثر حرية في الانضمام إلى القوى العاملة كما أنه يجب على الأبوين مراقبة الطفل والاهتمام بأدق التفاصيل ويوجد نطاق واسع من هذه التدخلات وفيها على سبيل المثال مساعدة الأم والأب وعلى فهم إشارات الأطفال حديثي الولادة بصورة أدق أو قراءة القصص لمجموعة من الأطفال الصغار.. كما أن الأطفال الذين لايحصلون على توجيه في رصد وتنظيم سلوكهم خلال السنوات المبكرة معرضون أكثر من غيرهم لأن يكونوا قلقين وخائفين ومتهورين وغير منظمين سلوكياً عند بلوغهم سن الالتحاق بالمدرسة..
وأخيراً فإن تنمية الطفولة المبكرة تعني المنهج المتأصل لسياسات ولبرامج خاصة بالأطفال من لحظة الولادة إلى أن يبلغوا السنة الثامنة من عمرهم ويهدف هذا المنهج إلى حماية حقوق الطفل وإلى رعايته وتحضيره لكي يتمكن من تطوير كامل امكاناته المعرفية والعاطفية والاجتماعية والبدنية وما نود ذكره في الختام أن تنمية الطفولة المبكرة هي مسؤولية الأم والأب والمجتمع المحيط بالطفل ابتداء من المنزل ،الروضة، المدرسة... إلى أن يصل مرحلة الأمان وهي المرحلة التي يستوعب فيها عقله الصحيح من الخطأ والقيم المثلى والمبادىء الأخلاقية السليمة وذلك ليكون عضواً فعالاً في المجتمع عندما يكبر.
كما أن التربية السليمة للطفل في بداية حياته تحدد الدور الاقتصادي في المستقبل، وهناك حجج اقتصادية رائعة كالانتاجية المتزايدة على مدى الحياة والمستوى المعيشي الأفضل عندما يصبح الطفل بالغاً.. والوفورات اللاحقة في تكاليف التعليم الاستدراكي وخدمات الرعاية الصحية وإعادة التأهيل والأجور الأعلى التي سيتقاضاها الآباء والأمهات والقائمون على الرعاية بعد أن يصبحوا أكثر حرية في الانضمام إلى القوى العاملة كما أنه يجب على الأبوين مراقبة الطفل والاهتمام بأدق التفاصيل ويوجد نطاق واسع من هذه التدخلات وفيها على سبيل المثال مساعدة الأم والأب وعلى فهم إشارات الأطفال حديثي الولادة بصورة أدق أو قراءة القصص لمجموعة من الأطفال الصغار.. كما أن الأطفال الذين لايحصلون على توجيه في رصد وتنظيم سلوكهم خلال السنوات المبكرة معرضون أكثر من غيرهم لأن يكونوا قلقين وخائفين ومتهورين وغير منظمين سلوكياً عند بلوغهم سن الالتحاق بالمدرسة..
إن العناية الدافئة وسرعة الاستجابة في فترة الرضاعة تمثل وظيفة وقائية تحضن الرضيع إلى حد ما من آثار الضغط الذي يواجهه في وقت متأخر من الحياة فعندما نحمل الرضيع ونلمسه بطريقة تهدئ من روعه فإن صحته تميل إلى التحسن والنمو..