لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق» (1 يوحنا 18:3).
التقت إحدى الشابات، وهي تتنزه في غابة جبلية وعلى ظهرها حقيبة، شابة أخرى نازلة على درب وعر كأنها تعرج. وقد كانت الأخيرة تنتعل حذاءً مرتجلاً صنعته من قضبان خضراء لفت بخرقة ثياب، وقالت شارحة: «فقدت فردة حذائي وأنا أعبر نهراً صغيراً، وأرجوا أن أتمكن من الوصول إلى أسفل الجبل قبل حلول الظلام!».
عندئذ مدت المتنزهة الأولى يدها إلى حقيبتها وأخرجت منها حذاءًَ رياضياً، ثم قالت: «خذي هذا الحذاء وانتعليه، وحين تبلغين منزلك أرسليه إليّ بالبريد؛ وهاكِ عنواني».
أخذت المتنزهة الثانية الحذاء شاكرة وأكملت سيرها مغتبطة. وبعد بضعة أيام وصل الحذاء بالبريد ومعه رسالة قصيرة جاء فيها: «مر بي عدة أشخاص لاحظوا ورطتي، ولكنك أنت الوحيدة التي قدمت إليّ المساعدة. وذلك أحدث فرقاً شاسعاً. شكراً لك على إعارتي حذاءك!».
ويقول الكتاب المقدس إن المحبه يمكن أن ترى وتلمس، حين تكون واقعاً محسوساً. وهي قد تؤدي خدمة كبيرة كاعتناء السامري الصالح بالمسافر الجريح (لوقا 30:10 – 37)، أو صغيرة كتقديم كأس ماء بارد باسم المسيح (متى 42:10).
حقاً إنالمحبه الحقيقية هي محبة عملية. فالكتاب يقول: «لا نحب بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحق» (1 يوحنا 18:3)، إذاً، على درب الحياة اليوم، حين نلتقي شخصاً يعرج، فلنقدم إليه حذاءً بكل محبة