مقدمة فى الحاسب

ألحاسب. آلة تقوم بإجراء العمليات الحسابية ومعالجة البيانات بدقة وسرعة مذهلة. ويستطيع ألحاسب (الكمبيوتر) التعامل مع كم هائل من المعلومات، وحل المسائل الرياضية المعقدة. كما يستطيع استيعاب آلاف البيانات الفردية الصغيرة، وتحويلها لمعلومات أكثر فائدة، بسرعة متناهية ودقة تكاد لاتخفق أبداً. وفي استطاعة الحاسبات القوية إجراء بلايين العمليات الحسابية في الثانية الواحدة.
وقد غــيرت الحاسبات الطريقة التي يؤدي بها الناس أعمالهم، حيث تضطلع بمهام عدة في مجال الأعمال التجارية، والتعليم، والصناعة، والمواصلات، والمجالات الأخــرى. وتقـوم الآن بأداء العديد من الأعمال الكتابية المضنـية في المكاتب التي كان يقــوم بها عــادة عدد كبير من الموظفــين المكـتبيين. وتـــزود العلماء والباحــثين بفهم أوضح للطبيعة، وتعطي الأشخاص الذين يتعاملون مع الكلمة طريقة فعالة لإعداد الوثائق، وتمكن المصممين والفنانين من رؤية أشياء لم تكن لترى من قبل.
تقدم الحاسبات معلومات جديدة بسرعة ودقة أدت إلى تغيير نظرة الناس إلى العالم. كما يستطيع الناس الاتصال بقواعد البيانات الإلكترونية عن بعد. لذا يعتبر ألحاسب من أكثر الآلات أهمية وإثارة للانتباه من بين الآلات التي تم اختراعها.
أكثر الحاسبات شيوعا، ألحاسب الرقمي. و رقمي تعني أن له علاقة بالأرقام. تؤدي الحاسبات الرقمية عملها، بتغيير مجموعة من الأرقام إلى مجموعة أخرى. ويترجم ألحاسب كل البيانات ـ سواء كانت أرقاماً، أم صوراً، أم أصواتًا، أم علامات أم كلمات ـ إلى أرقام بداخله. وكل مايستطيع ألحاسب أداءه يعتمد على مقدرته على القيام بعمليات وإجراءات بسيطة على الأرقام كالجمع والطرح، ومقارنة رقمين لمعرفة أيهما أكبر. وقد انتشرت الحاسبات الرقمية انتشاراً واسعاً حتى أصبحت كلمة حاسب بمفردها تعني في الغالب حاسبا رقميًا. وأكبر الحاسبات الرقمية هي أجزاء من أنظمة تملأ غرفة كبيرة. أما الحاسبات متناهية الصغر ـ بعضها صغير لدرجة إمكانية تمريره خلال ثقب إبرة ـ فهي توجد بداخل ساعات المعصم، وحاسبات الجيب وغيرها من الأجهزة.
تتكون جميع الحاسبات الرقمية من جزءين أساسيين، الذاكرة والمعالج. تستقبل الذاكرة البيانات وتحتفظ بها لحين الحاجة إليها. وتتكون الذاكرة من مجموعة كبيرة من المفاتيح. ويقوم المعالج بتغيير البيانات، إلى معلومات مفيدة، بتحويل الأرقام إلى أرقام أخرى، حيث يقرأ الأرقام من الذاكرة، ثم يعالجها معالجات رياضية أساسية؛ كالجمع أو الطرح، ويضع الجواب في الذاكرة. ويكرر المعالج هذا العمل مرة بعد أخرى حتى يتم الحصول على النتيجة المطلوبة. وتعمل كل من الذاكرة والمعالج إلكترونيًا، بمعنى أنهما يعملان، عن طريق إرسال الإشارات الكهربائية خلال الأسلاك.
يتكون أصغر الحاسبات الرقمية من الذاكرة والمعالج فقط؛ في حين تشتمل أنظمة الحاسبات الرقمية الكبيرة على أجهزة إدخال وإخراج، إضافة إلى المعالج والذاكرة. ويستخدم مشغِّل ألحاسب جهاز الإدخال، مثل لوحة المفاتيح، لإدخال التعليمات والبيانات إلى ألحاسب. وبعد المعالجة، يقوم جهاز الإخراج بترجمة البيانات المعالجَة، إلى هيئة مفهومة لدى المستخدم ـ كلمات، أو رسومات ـ على سبيل المثال. ومن أمثلة أجهزة الإخراج شائعة الاستخدام الطابعات، والنهايات الطرفية التي تشبه شاشاتها شاشات التلفاز.
ويستطيع الناس التفكير في المعضلات وإيجاد طريقة لحلها، لكن لاتستطيع الحاسبات التفكير. فلابد أن يعطي الشخص أوامر مبسطة ومحدَّدة للحاسب لتوضيح المطلوب عمله في البيانات التي يستقبلها. وتعرف قائمة الأوامر التي يتلقاها ألحاسب باسم البرنامج.
استخدم الناس النبائط الحاسبة منذ وقت طويل، وتمت صناعة أول حاسب رقمي إلكتروني عام 1946م، وكان يملأ غرفة كبيرة. ومنذ ذلك التاريخ أتاحت التطورات المتلاحقة في مجال تقنية الحاسبات، تطوير حاسبات أصغر حجماً، وأكثر قوة، وأقل تكلفة.
وإضافة إلى الحاسبات الرقمية، يوجد كذلك نوعان آخران من الحاسبات العامة: الحاسبات القياسية والحاسبات الهجينة. وتتعامل الحاسبات القياسية مباشرة مع قيمة مادية محسوسة، كالوزن والسرعة، بدلا عن الأرقام التي تمثل هذه القيمة. ويقوم هذا النوع من الحاسبات بحل المعضلات عن طريق قياس قيمة ما، مثل درجة الحرارة والتعبير عنها بقيمة أخرى، مثل طول عمود رفيع من سائل في جهاز مقياس الحرارة (ترمومتر). تجمع الحاسبات الهجينة بين خصائص الحاسبات الرقمية والقياسية. وتحتوي على العديد من الأجزاء، كتلك الموجودة بالحاسبات القياسية، ولكنها مثل الحاسبات الرقمية، تعالج البيانات عن طريق معالجة الأرقام.

[/size][/center]

0

شكراً على المعلومات العامة والشيقة